من هو الإنسان المِثالي في رأي أرسطو ؟ "إن الإنسان المثالي في رأي أرسطو هو الذي لا يعرض نفسه بغير ضرورة للمخاطرة، ولكنه علي استعداد لأن يضحي حتي بنفسه في الأزمات الكبيرة، مدركاً أن الحياة لا قيمة لها في ظروف معينة. وهو يعمل علي مساعدة الناس، ولكنه يري العار في مساعدة الناس له، لأن مساعدة الناس ونفعهم دليل التفوق والعلو، ولكن تلقي المساعدات منهم دليل التبعية وانحطاط المنزلة، ولا يشترك في المظاهر العامة، وينأي بنفسه عن التفاخر والتظاهر. وهو صريح في كراهيته وميوله، وقوله وفعله، بسبب استخفافه بالناس وقلة اكتراثه بالاشياء. لا يهزه الاعجاب بالناس او اكابرهم، اذ لاشئ يدعو الي الاعجاب والاكبار في نظره، ولا يساير الاخرين: الا اذا كان صديقاً لأن المسايرة من شيم العبيد، ولا يشعر بالغل او الحقد ابداً، ويغفر الاساءة وينساها، ولا يكثر الحديث... ولا يبالي بمدح الناس له او ذمهم لغيره. ولا يتكلم سواء عن الاخرين ولو كانوا اعداء له، شجاعته رصينة، وصوته عميق، وكلامه موزون، لا تأخذه العجلة، لأن اهتمامه قاصر علي اشياء قليلة فقط. ولا تأخذه الحدة او يستبد به الغضب، لانه لا يبالي بشئ، لان حدة الصوت وحث الخطي تنشأ من الشخص بسبب الحرص والاهتمام. ويتحمل نوائب الحياة بكرامة وجلال، باذلاً جهده قدر طاقته وظروفه، كقائد عسكري بارع ينظم صفوفه بكل ما في الحرب من خطط. وهو افضل صديق لنفسه، ويبتهج في الوحدة، بينما نري الجاهل العاجز المجرد عن الفضيلة او المقدرة عدو نفسه ويخشي الوحدة. هذا هو الرجل المثالي في نظر ارسطو".
2014-10-19 12:32:49
من هو
sign in to comment
Be the first to comment