الاشتراكية و الراسمالية من صفحة Zeitgeist Arabic زايتجايست يتحدث الكثير من الناس عن فشل الاشتراكية و يربطون ذلك ذهنيا كما تعلموها من الاعلام الاصفر بانتصار الراسمالية و يبدو ان الجميع قد قبلوا بطريقة ما ان العالم ينبغي ان يكون احد الاثنين اما اشتراكيا او راسماليا. هذا التشويش الذهني في عالم قائم على الاراء يمكن التخلص منه سرعان ما نتجاوز الحلول الجاهزة و الهويات الايديولوجية و نستخدم المنهج العلمي في التفكير القائم على المنطق و ليس على الاراء. التجربة الاشتراكية كانت محاولة قام بها ملايين البشر المقهورين الذين كانوا يحلمون بعالم افضل. هذه التجربة فشلت في تحقيق عالم افضل و لكنها لم تفشل لوحدها بل ان الراسمالية و الاشتراكية فشلتا معا في تحقيق نظام اجتماعي افضل للبشر لانهما لم يتجاوزا مشكلة الندرة و المنظومة النقدية. فالدولة الاشتراكية قامت ببناء راسمالية دولة على انقاض الدولة الراسمالية و هي استخدمت بشكل او باخر اليات المنظومة نفسها. و لم تكفي النوايا لتحرير البشر من العبودية للعمل الماجور و اقتصاد السوق فانهارت امام قوانين الغابة الراسمالية مجددا. فشل الاشتراكية لا يعني ابدا نجاح الراسمالية, يكفي انه يموت انسان من الجوع كل ثلاث ثواني في عالم ينتج ما يكفي من الغذاء لعشرة مليارات و انه يوجد ملياري شخص يعيشون في عشوائيات و مليار عاطل عن العمل و تلوث تجاوز حدود الخطر و حروب و هدر للموارد في كل مكان, يكفي هذا لنقول بان الراسمالية قد فشلت ببراعة اكثر من التجارب الاشتراكية التي شهدناها بعشرات المرات. الراسمالية انتصرت و الانتصار لا يعني النجاح. لا يمكن لانسان عاقل يذهب الى الجياع و المسحوقين في العالم ليخبرهم بنبأ انتصار الراسمالية المفرح و ينتظر منهم ان يهللوا من الفرح. و اذا كان من الواضح ان منظومتنا الحالية فاشلة بامتياز فهذا يعني انه لا بد ان تكون هنالك طريقة اخرى للحياة افضل من هذه. ليس من المنطقي الاعتقاد بان طريقة الحياة هذه ازلية, خصوصا اننا غيرنا طريقة حياتنا عدة مرات في الماضي. دعنا اذا نترك جميع الافكار و الفلسفات و الهويات السياسية و الايديولوجية جانبا و لنفكر بشكل عملي في حلول منطقية لمشاكلنا دون اي التزام بنصوص مسبقة. لنسأل انفسنا اسئلة بسيطة جدا. هل نستطيع ان ننتج ما يكفي من الغذاء الصحي النظيف يكفي لكل انسان؟ نعم هل نستطيع ان نبني منزلا لائقا لكل انسان او اسرة و توفير تعليم و رعاية صحية للجميع؟ نعم هل نستطيع ان نعلن بالولاء لكوكب الارض و لجميع من عليها و نتعهد جميعا بان نعتني بحياة جميع البشر و كل اشكال الحياة؟ نعم نستطيع. دعونا اذا نزيل العوائق امام تحقيق ذلك. الندرة و النظام القائم على النقود لا يتسبب لنا بالمعاناة و حسب بل يهدد وجودنا و بقائنا. بمقدورنا تحقيق الوفرة و الغاء المنظومة النقدية لكي نجعل جميع الاشياء متاحة لكل البشر دون ورقة التسعيرة اللعينة التي تمنع الناس عن الحصول على حاجاتهم. هذا هو النظام الاجتماعي المنطقي الصحيح. سميه انت ما شئت شيوعية اسلامية مسيحية او اناركية او اي شئ تريده. انه بالنهاية نظام قائم على المنطق و العقل و يعزز بقاء و ازدهار الانسان. بالنسبة لنا لا نريد ان نعمل من المنطق عقيدة و لا نعمل منه هوية لانها ليست اراء بل استنتاجات علمية منطقيه انسانية بحتة. ما الذي يمنع تحقيق ذلك؟ مجموعة من الاشرار؟ كلا الاغلبية التي من مصلحتها التغيير لم تطالب بذلك و لم تعمل لاجله بل اننا منشغلين بخلافاتنا العرقية و القومية و الدينية و السياسية و الايديولوجية وهذا النمط من السلوك لا يؤدي سوى الى ما نحن فيه الان. عندما نغير سلوكنا و تفكيرنا نستطيع ان نجعل العالم تماما كما نريده. اذا واصلنا سلوكنا الحالي سيبقى العالم تماما كما هو بل اكثر من هذا سيصبح اسوأ في كل يوم جديد يمر. فالعالم كما تراه هو نتاج صرف لسلوكنا نحن الاغلبية و ليس لسلوك حفنة من الاشرار و المنتفعين.