يقول الشيخ محمد الغزالي: -------------------------------- لنتأمل في هذه الصورة _ صورة يوم واحد من حياة نبي الإسلام _ لقد صحا من نومه قبل الفجر بيقين، وظُلمة الليل لا تزال مخيِّمةً على كل شيء .. إنه يتحرك مع طلائع الصبح المقبل قائلاً : "الحمد لله الذي ردَّ إليَّ روحي .. وعافاني في جسدي .. وأذِنَ لي بذِكْرِه ". انظر كيف يستقبل الحياة بترحاب وتفاؤل: "الحمد لله الذي رد إلي روحي" .. إن العمر الذي ملكناه نعمة نحمد الله عليها، وينبغي أن نحسن استغلالها .. إن الحياة فرصة النجاح لمن أراد النجاح، ولذلك امتَنَّ الله بالشروق والغروب على عباده: (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون). وعظمة الحياة في العافية .. ما أجمل أن يكون المرء سليمَ البدن، تنهض أجهزتُه وعضلاتُه بوظائفها كلها دون إعياء أو مَلال .. إن المسلم عندئذ ينطلق في كل أفق ليؤدي واجباته باقتدار ورغبة .. وذلك سر حمد الله على العافية المتاحة. ونقف طويلاً عند قول الرسول: "وأذِنَ لي بذكره" .. أرأيت أدب العبودية في شمائل العابد الرقيق؟ إن مَنْحه يوماً جديداً إيذانٌ له باستئناف العبادة من مطلع الفجر .. ويبدأ العبد الشكور بذكر ربه بكلمات يقطر اليقين والحب من كل حرف فيها، يقولها في الصباح والمساء على سواء: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة .. اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي .. اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي .. اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغْتَال من تحتي" من كتاب: (فن الذكر والدعاء عند خاتم النبيين) محمد الغزالي
2014-04-18 07:06:16
يقول الشيخ
sign in to comment
Be the first to comment