إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل الله فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]. أمَّا بعدُ: فالصلاة أعظم شعائر الإسلام بعد الشهادتين، فأتَى في فضْلها من الفضائل ما لم يأتِ في غيرها من بَقيَّة أركان الإسلام، وأتى في ذَمِّ المفرِّط فيها ووعيده ما لم يأتِ في غيرها. فالصلاة أعظم عون للعبد على ما يهمُّه من أمور دينه ودنياه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]. فلنبدأ يومنا بصلاة ما تيسَّر من القيام، فنحن - ولله الحمد - نستيقظ لصلاة الفجر، فلنتقدَّم ونستيقظ قبل الأذان بما تيسَّر ولو بدقائقَ قليلة؛ لنصلِّي ما كُتب قبل أذان الفجر، وسنجد أثَرَه في بقيَّة يومنا؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَعْقِد الشيطان على قافية رأْس أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عقد، يَضْرِب كلَّ عقدة: عليك ليل طويل فارْقُدْ، فإنِ استيقظ فذكَرَ الله، انحلَّتْ عقدة، فإنْ توضَّأ انحلتْ عقدة، فإنْ صلَّى انحلتْ عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفْسِ، وإلاَّ أصبحَ خبيثَ النفس كسلان))؛ رواه البخاري (1142)، ومسلم (776).